توجهت لين دونشيوي للمرأب بحكم العادة فقط لتتذكر بعد وصولها، أن سيارتها تصلح في الورشة. في الأسبوع الماضي كانت تطارد مشتبها به و خدشت سيارتها اثناء المطاردة التي خرقت فيها عدة قواعد مرورية، مما أدى لاختصام عدة نقاط من رخصتها.


همت لين دونشيوي بالخروج من المرأب منزعجة بهذه الذكرى، لتتفاجأ بسيارة شرطة سوداء تقطع طريقها.

كشفت نافذة السيارة على وجه متبسم وسيم : " لين دونشيوي، هل تودين توصيلة ؟ "


" لا داعي لذلك " رفضت لين دونشيوي ببرودة.

" دخلت في شجار آخر مع أخيك مرة أخرى؟" بناء على تخمينه الدقيق فيبدو أنه يفهم شخصية لين دونشيوي بشكل عميق.


" أتعلمين أن هناك من ليقتل كي تربطه علاقة وثيقة بقائد وحدة التحقيق الجنائي، بينما أنت منزعجة دوما منه؟"


توقفت لين دونشيوي فجأة و استدارت نحو الوجه المتبسم و صرخت " في عيون الجميع، ما أنا إلا أخت الكابتن الصغيرة. لا أحد يراني كلين دونشيوي الضابطة ويحكم علي بناءً على عملي وقدراتي بموضوعية. لو كنت تحلم بأن تصبح أخته فتفضل و خذ مكاني ستسديني صنيعا لن أنساه يوما"

تاركة هذه الكلمات خلفها، سارعت لين دونشيوي في خطواتها وذهبت.

" أنا ذكرت الأمر كمزحة فقط، لم أتوقع ردة الفعل العنيفة هذه " حك شو شادانغ رأسه بحيرة شديدة.


بعد تجاوز عدة تقاطعات تأكدت لين دونشيوي أن شو شادانغ لم يتبعها ثم أخرجت هاتفها و طلبت توصيلة من شركة وانغ يوش، بعد ثوان من إرسال الطلب تم قبوله. مرت خمس دقائق و لم تتحرك الأيقونة التي تمثل السيارة على شاشة هاتفها. اتصلت لين دونشيوي بالسائق " ماذا يحدث؟ أنا أنتظرك منذ خمس دقائق "

السائق أجاب بدون اعتذار " آسف يا جميلة، لدي مشكلة حاليا أتمانعين المشي نحو السيارة ؟ "


" إنسى الأمر، سأطلب سيارة أجرة أخرى "


" لا،لا، سأعطيك خصما بنسبة ٢٠% لو أردت. هل ترين مطعما للحم المشوي مقابلا لك؟ "

" نعم، يمكنني رؤيته ماذا بشأنه؟ "


" هناك زقاق صغير بجانبه، سيمكنك رؤيتي عند وصولك له "

" هذا مزعج "


أغلقت لين دونشيوي الخط و توجهت للزقاق. في البداية ظنت أن المشكلة التي يواجهها السائق كانت زحاما مروريا خانقا أو ما شابه، لكن عندما وصلت لم يكن هناك شيء غير رجل متوسط العمر يغسل سيارة بخرطوم بلاستيكي

لقد كانت شانغان يادو حمراء(1). تحققت لين دونشيوي من رقم الرخصة ثم توجهت نحو السائق

السائق ظل يشتكي غافلا لتواجد ضيف ورائه، " هذا العصفور اللعين، ألم يجد مكانا أفضل ليضع فضلاته غير سيارتي الحبيبة؟ "

سعلت لين دونشيوي بشكل مبالغ فيه لتعلن حضورها، التفت السائق و ابتسم " أوه، لقد وصلت تفضلي و اركبي "


نظرت لين دونشيوي نحو السائق بغضب " هذه المشكلة التي تواجهها؟ فضلات طائر ؟ جلبتني عندك لأجل هذا ؟ "


" لا تكوني حقودة، إنها بضع دقائق فقط "


" تتحدث كأنه أمر بسيط، هل تستطيع تعويض ثانية من وقتي ؟ "

السائق التفت مرة أخرى و علت وجهه ابتسامة عجوز حكيم خاض من الحياة الكثير. " في الواقع حسب ما أرى فأنا وفرت عنك الوقت لا ضيعته. لقد استغرقتي خمس دقائق للوصول هنا مشيا، بينما لو أردت انا القدوم عندك فسأضطر للإلتفاف على الشارع وهذا سيستغرق عشر دقائق "


" أعذارك كثيرة، فلنقل أني صدقتك. لم تركتني أنتظرك في الجهة المقابلة دون أن تتصل وتقول شيئا "


" ذلك خطأي. لقد كنت مشغولا باتصال مع طبيب أمي الذي أجرى لها جراحة مؤخرا "


" حسنا، فهمت لا داعي لمحاولة كسب تعاطفي "

بينما جلست لين دونشيوي في المقعد الخلفي قرأت اسم تشينغ شي في الإسم الذي تعرضه رخصة السياقة.

تشينغ شي عدل مرآة الرؤية الخلفية قليلا، ثم وقعت نظره على منطقة صدرها. فتح فمه و سأل " إلى أين نحن ذاهبون يا جميلة؟ "


" هل أنت غبي ؟ ألم تنظر للعنوان عندما قبلت طلب التوصيلة ؟ "


" آسف، لقد اعتدت على سياقة تاكسي، لذا صارت لي عادة السؤال عن الوجهة. فقط لفتح حديث ولتخفيف الجو. "

" من الذي قد يود الحديث معك ؟ "

بعد فترة من الصمت، أحست لين دونشيوي بعينين يحملقان بها، لمست كتف السائق و أخبرته بنبرة ازدراء واضحة " أبق عينيك على الطريق، توقف عن التصرف بانحراف "

" أنا لا أحملق بهيئتك، بل أراقبك "


ضحكت لين دونشيوي لتغطي عن غضبها " ماذا تراقب بالضبط ؟ "

" كبدك يحترق بنار داخلية(2). هل تواجهين مشكلة أرق هذه الأيام؟ و عندما تستيقظين تكون مرورة بفمك ؟ "

" أن...أنت تعرف الطب الصيني ؟ "


أنا أعرف العديد من الأشياء " ابتسم تشينغ شي و أخرج علبة سجائر من جيبه "


" هييه...أنت ! لا تدخن بالسيارة، ألا تملك أي أداب ؟ "

" أردت تفقد عدد السجائر المتبقية فقط، أم أن ذلك ممنوع أيضا؟ " أعاد تشينغ شي العلبة لمكانها ثم سأل " ما هو عملك يا جميلة ؟ "


" لا شأن لك ! قد السيارة فحسب "

" أنت ضابطة شرطة، أليس كذلك ؟ "

صدمت لين دونشيوي،ثم تفقدت جسدها بأكمله. أنا أر ت دي ملابس عادية، إذا كيف علم ذلك ؟ هل رأى مسدسي ؟ مستحيل ! المسدس مخبأ تحت لباسي .

السائق استمر بالحديث دون انتظار جواب " وظائفنا عادة ما تترك بعض العلامات علينا، الطريقة التي تنظرين بها للناس مختلفة عما يفعل الناس العاديون، تلك النظرة لا يملكها غير الموظفين المطبقين للقانون مع الحكومة "

" إذا كيف استطعت تحديد أني شرطية بالضبط، نظرا لعدد الوكالات المطبقة للقانون الكبير. "


" المكان الذي طلبت منه توصيلة على بعد شارعين من مركز الشرطة، كما لاحظت عدة سيارات شرطة انتشروا في نفس التوقيت، يبدو أنكم تعملون على قضية كبيرة، أخبريني ببضع تفاصيل "

في البداية لين دونشيوي لم ترد الإجابة لكن النظرة السمجة التي رمقها بها السائق استفزتها

" نحقق بقضية قتل مرتبطة بشركة وانغ يوش "


رد تشينغ شي دون أي علامات دهشة على وجهه " أوه، حقا ؟ إذا أردت مني المساعدة بأي طريقة، اتصلي بي. هناك جوائز إذا قدمنا معلومات مفيدة، أليس كذلك ؟ "

" لديك معلومة مفيدة ؟ "

" ليس حاليا، لكن لو كانت هناك جائزة مالية، يمكن أن أذهب و أحقق بالأمر "

" تقول ذلك كأنك تستطيع التحقيق بالقضيا وحلهم، ألست سائقا فحسب؟ "

" إنها قضية سهلة، تحتاج لبعض الحظ فقط. ربما سأكون موفقا و أحلها اليوم. "

كلماته جعلت لين دونشيوي حانقة، أرادت أن ترد عليه لكن أوقفها رنين هاتفها. تنبيه من تطبيق ويشات أعلمها أن شو شادانغ أضافها لمجموعة شات. كل ما كانت قضية ما ينشئ مجموعة شات كهذه لتشارك المعلومات.

شو شادانغ أرسل رسالة ظهر فيها حماس شديد " لقد تعرفت على السائق الذي أوصل الضحية في اليوم السابق "

لين دونشيوي أظهرت وجه اشمئزاز، يا له من متفاخر .

رسالة طويلة ظهرت في المجموعة : " تشينغ شي، 36 عاما، مواطن يسكن في ووهان، سائق منذ 15 سنة، رقم رخصته هو 47........"

لين دونشيوي رفعت نظرها لتدقق في الرخصة الذي يعرضها سائقها، فجأة بدأ العرق يتصبب من جبينها. أمسكت مسدسها و أخرجته من الحزام بسرعة ثم وجهته نحو السائق " أوقف السيارة حالا "

__________________________________________

(1) : سيارة من ماركة صينية

(2) : مرض غير قاتل يحدث عند الإكثار من تناول مأكولات حارة جدا. اسمه الصيني غريب وله تفسير يتعلق بالين و اليانغ

https://www.patreon.com/UrekMazino0?fan_landing=true

2020/07/02 · 463 مشاهدة · 1137 كلمة
نادي الروايات - 2024